العنقودية في كفرشوبا الى متى؟.....

«مثل الفطر تنبت قنابلنا العنقودية»، تقول أم علي شبلي، وهي تنظر بحسرة الى بساتين الزيتون وأحراج الصنوبر والمراعي المحاذية لمنزلها عند الطرف الشمالي لبلدة حلتا، فهي تنتشر في كل مكان، مزروعة على الطرقات وفي البساتين، معلقة بالأشجار، ومختبئة بين الأعشاب. نحن مهددون باستمرار، و«المعالجات تكون فقط من باب رفع عتب».
يعيش اهالي حلتا رعباً كبيراً من هذه الاجــسام القاتلة. بعد ان قتلت رامي شبلي وجرحت شقــيقه خــضر إثر سقوط «عنقودية» من شجرة الصنوبر، وسامر عبد العال الذي بترت ساقه بينما كان يرعى قطيعه.
أما باسمة شبلي فنجت بأعجوبة مع اولادها الخــمسة. كانوا يقطفون الزيتـون وحاولــوا سحب «فجــة» القماش من تحت الزيتونة، فعلقت بقنبلة عنقودية لم تنفجر. وتتساءل ام علي عن سبب عدم معالجة المشكلة، بعد مرور ستة اشهر على انتهاء الحرب. وتستغرب الحاجة عجز حوالى أربعة آلاف عنصر من الطوارئ عن تنظيف محيط حلتا.
«في كل يوم تنــفق ماشيـة، يقــول محــمد يحـيى، وحتى خلال الليل تصطاد القنــابل الخــنازير البرية. ونحن لا ننفك نطالب القوات الدوليــة والجيش والمؤسسات الخاصة بمعالجة الموضوع. خسرنا مواسمنا الزراعية هذا العام وهي مهددة في الأعوام المقبلة».
«لم يتمكن حوالى 50 مزارعــاً، يضــيف، من الوصــول الى بساتين الزيتون لقطفــها في المناطق المحيطة بكــفرشوبا وحلتا (وخاصة الحقول المســماة بخــلة فسيخية وجل الملوك والحمى)، بســبب القنــابل العنقودية. وصلت الخسارة الى اكثر من ألفي صفــيحة زيت، وشملت ايضا 20 طناً من التــين و45 طناً من العنب. ولم يتمكن المزارعون من قطف الف دونم مزروعة بالصبير. تقدمنا بطلبات التعويض، لكن يبدو انها رميت في سلة المهملات».
ويترحم عصام شبلي على عشرات قفران النحل التي تطايرت في الهواء. ويقول ان خسائر النحالين من العسل تتراوح بين الـ200 و2000 كيلو.
ويعتبر كامل عبد العــال ان الحــرب الاسرائيــلية ما زالت متواصلة. فكل خطوة خارج البــلدة محــفوفة بالخـطر. الجيش فجر بعض القنابل، ولكن بنسـبة محدودة.
ويقدّر علي حسن شبلي سقوط اكثر من 15 الف قنبلة عنقودية في محيط حلتا وكفرشوبا. بعضها القتها الطائرات واخرى قصفت بالمدفعية. ويضيف «قاهر القنابل العنقودية» ـ كما يسميه ابناء البلدة ـ «اتصلنا بالجيش والطوارئ، فأرسلوا فرقاً هندسية لم تفجّر اكثر من حوالى 500 قنبلة. فلجأت الى طريقة بدائية في التفجير: اجمع القنابل وأصب عليها المازوت واستخدم عود الكبريت لتفجيرها. تمكنت حتى الآن من تفجير 2700 قنبلة، علماً بأنني اصبت بشظايا احداها».
ويشير الى ان القوى الأمنية طلبت منه التخلي عن هذه المهمة لأنها ليست من صلاحيته، الا ان اقلاعه عن ذلك مرتبط بتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها.

شكراً لك يا اخي على هذا الموضوع الرائع و المميز في المنتدى

و الحمد لله على كل شيئ و هذا من شيم اهل الجنوب الصبر و المقاومة

لا شكر على واجب