منتدى و موقع كفرشوبا المقاومة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مارون الراس والجحيم على الاسرئلين

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مارون الراس والجحيم على الاسرئلين Empty مارون الراس والجحيم على الاسرئلين

مُساهمة من طرف السعوديه يوليو 7th 2007, 6:57 am

ليست معركة مارون الراس بحجم معركة وادي الحجير من حيث مدة المواجهات أو اتساعها جغرافيا، ولا من حيث الخسائر البشرية التي ألحقها المقاومون بالإسرائيليين، ولا، خصوصاً، بعدد الدبابات التي دمرت في ساحة المعركة.
لكن في مارون الراس دارت المواجهة البرية الأولى داخل الأراضي اللبنانية وعلى بعد أمتار من مركز للقيادة الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة.. وفي مارون كان لهزيمة إسرائيل وقع الصاعقة على مستويات معنويات الجنود والإرباك الذي تركته في صفوف قادتهم.
عبرها تحطمت معنويات الغازي وانكشف لجنوده بعض مما يخبئه له المقاومون. في مارون، أوهمت بسالة مواجهات المقاومين الإسرائيليين بأنها تدور داخل الجليل الفلسطيني المحتل، بينما كان المقاومون على بعد أمتار قليلة من الحدود.. لم يتوقع الغزاة أن يلاقيهم رجال المكان إلى عقر الدار التي احتلوا وتمركزوا وأقاموا فيها ثكنتهم ومركز قيادتهم الشمالية، وهم الذين اعتقدوا ربما أن الأرض ستخلو من أهلها لمجرد إدارتهم محركات دباباتهم والتوجه بها نحو الشمال، نحو الجنوب اللبناني.
لمارون التي ترتفع 917 متراً عن سطح البحر، موقعها الاستراتيجي العسكري الكبير. تمسك البلدة، التي تمتد على جبل مارون، بالجليل الفلسطيني وقراه بيد فيما تطال بيدها الأخرى المقلب اللبناني وفيه بنت جبيل وعيترون ويارون والمواقع المحيطة بها. موقع يخول المسيطر عليها التحكم إلى درجة كبيرة بهذه القرى كلها، ويمنع المقاومة من النيل المباشر من المستوطنات الإسرائيلية التي تقع عند سفحها.
ولمـــارون أهمية أخرى، فهي الحد الأول مع فلسطين المـــحتلة شأنها بذلك شأن الكثير من القرى الممتدة على الخط الأزرق وإن كانت تتفوق عليها بالإرتفـــاع.
عن معركة مارون الراس هذه الرواية يحكيها رجال المقاومة لـ «السفير».
عندما خرج الإسرائيليون في ثامن أيام عدوان تموز 2006 من مستوطنة «أفيفيم» في الجليل الفلسطيني المحتل، في مهمة وصفها قادتهم وجنودهم بـ«البسيطة»، كانوا يستهدفون إسكات الصواريخ القريبة المدى التي كانت تطال «أفيفيم» وحقول المستوطنات القريبة التي أنشئ بعضها على أراضي القرى السبع المحتلة..
خرجوا إلى جل الدير في مارون الراس، وهي منطقة تبعد أمتاراً قليلة عن الثكنة العسكرية الإسرائيلية التي تحتوي على مركز قيادة المنطقة، وهي المنطقة نفسها التي أطلق عليها الإسرائيليون بعد عدوانهم، وما شهدوه فيها من مقاومة شرسة، تسمية «المحمية الطبيعية» في مارون الراس.
يروي «أبو حيدر»، وهو أحد رجالات المقاومة، حكاية المواجهة البرية الأولى التي خاضها وإخوانه مع الإسرائيليين والتي أدت في المحصلة النهائية إلى عزل العديد من ضباط الغزاة.
كان الإسرائيليون، كما في كل تقدم بري، قد مهدوا بالنار لغزوهم: قصفوا جبل الباط (شكيد بحسب التسمية الإسرائيلية) المواجه لبلدة مارون ومشطوا جل الدير وغابة مارون ومسارهم بقطر لا يقل عن كيلومتر.. وكان المقاومون ينتظرونهم في تحصيناتهم.
عرف المقاومون بوصول الغزاة إلى الكمين المنصوب.. أعطيت الأوامر لمقاوم واحد بالتصرف.. أطل المقاوم المفوض بفتح المواجهة ليجد الإسرائيليين على بعد «خمسة أمتار منه»، كما يقول أبو حيدر ويضيف: «لن أقول مترين فقط كما روى المقاوم صادقا»..
من تلك الأمتار القليلة صوب المقاوم بسلاحه الفردي وقتل الجندي الأول وانكفأ.. والسلاح الفردي كان رشاش كلاشينكوف، «نعم كلاشينكوف، هو سلاح فعال»، يقول أبو حيدر.
إطلاق نار كثيف غطى المكان، فبدأ الإسرائيليون يطلقون نيران أسلحتهم المتنوعة في كل اتجاه، من دون أن يعرفوا مصدر إطلاق النار.. مرت دقائق قليلة قبل أن تعطى الأوامر للمقاوم نفسه باستطلاع الوضع.
خرج المقاوم إلى المكان الذي أردى فيه الجندي ليجد ثلاثة من رفاقه يحاولون سحبه، فعالجهم بالنار وأرداهم وعاد إلى مكانه. حتى هذه اللحظة ومجموعة جل الدير لم تنزل ساحة الوغى.. كان المقاوم الأول هو نفسه الذي قلب الجبهة الشمالية رأساً على عقب وأردى أربعة من الإسرائيليين ما بين قتيل وجريح وعاد إلى مكانه.
«هاج» الإسرائيليون و«ماجوا» مستعملين مختلف أنواع الأسلحة التي بحوزتهم، إلى أن عاد المقاوم نفسه لاستكشاف موقعته: «لم يسمع أي صوت، كان هناك هدوء تام»، يقول أبو حيدر.
مكان الجنود الأربعة الذين أرداهم وجد المقاوم خمس حقائب عسكرية. أعطي الأمر للمقاوم بسحبها والعودة إلى مكانه ففعل.
من يقرأ الرواية الإسرائيلية لموقعة جل الدير وكيف قلبت قيادتهم وقواتهم رأساً على عقب، وفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحفهم، وكيف كان الجنود يبكون وراء أقنان الدجاج في مستوطنة «أفيفيم» بعدما وصلتهم الأخبار المأساوية لما آلت إليه أحوال رفاقهم في مواجهات الأمتار القليلة على الحدود... لن يخطر بباله أن مقاوماً واحداً قام بذلك كله وأن مخلفات القتلى التي تركوها في الميدان قد سحبت إلى خارج مارون الراس بعد ساعات على الواقعة وتحت نيران كثيفة، وخرجت تلاقيهم على شاشة تلفزيون «المنار» مساء اليوم ذاته كغنائم حرب.
أسفرت مواجهات جل الدير وغابة مارون التي تلت موقعة المقاوم عن استشهاد مقاوم واحد من المجموعة، هو رضوان صالح من يارون. شاب لم يحل حمله الجنسية الأميركية ووضعه الاقتصادي المريح دون رغبته وطموحه في الدفاع عن أرضه.
بعد ما أصاب جنوده في جل الدير، عمد الإسرائيلي إلى محاولة احتلال مارون الراس من مدخل آخر. فتح الغزاة الشريط الحدودي في مقابل بركة الحافور ودخلوا بدباباتهم الى الطريق الرئيسية التي تصل مارون الراس ببلدة يارون. في أعلى الطريق وعند مدخل مارون كانت مجموعة أخرى من المقاومين بانتظارهم تحت إمرة مقاوم مندفع ومدرب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
ما إن أطل الرتل العسكري وأمامه جرافة «د 9»، حتى قصف قائد المجموعة أول دبابة ميركافا ـ 4 كانت تسير خلف الجرافة العسكرية... احترقت الدبابة ومعها سُمع صوت المقاوم في كل الجبهة المحيطة بمارون وبنت جبيل وعيترون ويارون، يقول «احترقت أول دبابة، الميركافا عم تحترق قدامي». ومع الميركافا قتل المقاوم طاقمها المؤلف عادة من أربعة جنود.
بعد إصابة الدبابة الأولى بلحظات «دوى» صوت قائد مجموعة مارون الراس عبر اللاسلكي العسكري «مبشرا»: «قصفنا الدبابة الثانية وها هي تحترق»... ومع الدبابة الثانية احترق الطاقم الثاني.
حتى هذه اللحظة، كانت خسائر الإسرائيليين في مارون الراس قد وصلت إلى 12 جندياً ما بين قتيل وجريح، وكان المقاومون قد غنموا الحقائب العسكرية وفيها منظار نهاري وآخر ليلي وعتاد وخرائط. في المقابل استشهد مقاوم واحد.
أما نفسيا، فقد أدت المواجهات إلى تحطيم معنويات الجيش الإسرائيلي وإلى تباين هائل في وجهات النظر بين قادته وإلى إرباك في كيفية مساندة المجموعة العسكرية التي وصفت حالتها، وفق روايات الإسرائيليين أنفسهم، بأنها في «ورطة كبيرة».
وفيما كان المقاومون ينهالون على القوة الغازية عند مدخل مارون بأسلحتهم، وصلتهم أنباء عن تغلغل كتيبة إسرائيلية جديدة في البلدة وبين منازلها.
حددت إحداثيات عسكرية لقائد المجموعة المقاومة موقع المنزل الذي دخله الإسرائيليون، فهجم عليه مع مقاوم آخر.
ومن وراء المنزل الذي يقع في وسط مارون سمع صوت قائد المجموعة وهو يبشر «إخوان السلاح»: «قتلت جنديين إسرائيليين هنا وراء المنزل»، قبل أن يكمل هجومه والمقاوم الآخر بطريقة ما يعرف عسكرياً بـ«حركة ونار»، أي مهاجم ومساند يغطيه. ألقى المقاوم قنبلتين على المنزل والتف من أمامه وهجم عليه.
في مرحاض المنزل المواجه لمصطبة الدار، كان جنديان إسرائيليان يختبئان، ومن خلف الباب الذي تخفيا وراءه أطلقوا الرصاص من سلاح «ماغ» المتفجر على المقاوم وهو على سفرة الدرج يهم بدخول المنزل عليهم. وعلى سفرة الدرج استشهد قائد مجموعة مارون الراس «جواد»، وهو شاب لم يكمل عامه الخامس والعشرين وكان ينتظر مولوده الأول.
لكن، من أين وصل الغزاة إلى داخل مارون؟
بعد مواجهتي جل الدير على الحدود ومدخل مارون الرئيسي لجهة يارون ـ بنت جبيل، عمد الإسرائيلي إلى دخول مارون من الجهة الخلفية عبر جبل كحيل بالاستعانة بفرقة مظلّيين. هناك دارت المواجهات بينهم وبين المقاومين من دار إلى دار ومن جل إلى جل.
وفي خضم المواجهات، وردت إحداثيات عسكرية عن وجود مجموعة من ضباط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في أحد بيوت مارون، وبالتحديد في منطقة الدبش المواجهة لبنت جبيل ويارون، وإلى هناك وجه المقاومون أسلحتهم وقتلوا أربعة ضباط اعترفت بمقتلهم إسرائيل.
وفيما كان أبو حيدر يروي لـ«السفير» ملحمة مارون من فوق منطقة جل الدير وغابة مارون، مر بالمكان مزارع يحمل كامل «عتاده» الزراعي. ينده أبو حيدر على المزارع «جهاد طل علينا شوي»... يترك جهاد معوله ويقبل على صديقه.
جهاد، المزارع ابن مارون، هو أيضا مقاوم حمل رفيقا له جريحاً تحت القصف وأزيز طائرة «أم. كا» والمقاتلات الحربية، وأخرجه من البلدة الى حيث تم إسعافه.
كان جهاد يرابض مع مقاوم في الجل الواقع تحت الطريق المشرفة على المنزل الذي استشهد فيه قائد مجموعة مارون. وبالقرب من جهاد ضربتهما الـ«أم. كا» بصاروخ أصاب من المقاوم مقتلاً. تأكد جهاد من أنه فارق الحياة وأخذ يعد العدة لسحب جثته حين شاهد مقاوماً آخر في المنزل المقابل وقد أصيب بثلاث رصاصات قناص في خاصرته وهوى أرضاً. ظن جهاد أن المقاوم المصاب بالقنص قد استشهد أيضاً. لحظات، وجهاد منهمك في تدبير كيفية سحب جثة المقاوم الأول، رأى مقاوماً آخر يهوي عن جدار الجل ويناديه طالباً المساعدة. كان هو نفسه المقاوم الذي أصيب بالقنص. زحف جهاد إلى حيث المقاوم الجريح، أجرى له ما تيسر من الإسعافات الأولية وحمله على ظهره إلى حيث تمكنت مجموعة أخرى من المقاومين من سحبه خارج البلدة..
«المهم أنه اليوم بخير»، يقول جهاد وهو يستأذن المغادرة نحو حقله.
إثر المواجهات التي دامت نحو عشرين ساعة والإرباك الذي حل بالإسرائيليين بعد فقدانهم أحد جنودهم ويدعى يهونتان فلاسيوك، وهو رقيب أول في وحدة إيغوز من لواء المشاة غولاني من كيبوتس لاهف وعمره 21 سنة، (عادوا وعثروا عليه تحت جدار إحدى الطرقات بعد مقتله) انكفأ الإسرائيليون عن المواجهات المباشرة. في غضون ذلك وفيما كان أحد المقاومين في طريقه إلى خارج مارون تواجه مع جندي إسرائيلي عند مدخل أحد منازل البلدة فقتله وأكمل طريقه.
مع انتهاء مواجهات الساعات العشرين، كانت المقاومة أمام خيار «ما العمل بعد الانتصار في مارون؟».
ساهمت طبيعة مارون الراس الجغرافية الجرداء وخلو البلدة من البساتين الكثيفة و«انفلاش» طرقاتها المفتوحة، التي تصلها ببنت جبيل من جهة وبعيترون من جهة ثانية وبيارون من جهة ثالثة، في قرار المقاومة الاكتفاء بهذا القدر من الإنجازات والمواجهات فيها: «لم يكن من السهل دعم المجموعة الموجودة في مارون، ولم نكن نريد التضحية بهم فأعطيت الأوامر لهم بالانكفاء نحو مواقع أخرى»، يقول أبو حيدر. كان المقاومون على موعد آخر مع مواجهات بنت جبيل ومربع التحرير.
أدت مجموعة مارون قسطها، ألحقت بالغزاة شر هزيمة وحطمت معنويات جنودهم في ضربتهم الأولى وذاع صيتها كمؤشر ـ عنوان لمسار حرب عادت وانتهت كما بدأت في مارون الراس «رجال يعرفون كيف ينتصرون وننتصر معهم»، كما قالت عنهم والدة أحد شهداء مارون.
كانت أم عيسى تتبادل وجارتها أطراف الحديث عن مواجهات جل الدير وغابة مارون لما قالت: «الغابة عادية يعني ما فيها وحوش وأسود..»، فردت الجارة «لأ يا أم عيسى ما تغلطي، رجال المقاومة هم أسود الغابة».
السعوديه
السعوديه
عضو جنوبي مقاوم
عضو جنوبي مقاوم

عدد الرسائل : 242
تاريخ التسجيل : 02/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مارون الراس والجحيم على الاسرئلين Empty رد: مارون الراس والجحيم على الاسرئلين

مُساهمة من طرف ابن الفتح يوليو 7th 2007, 5:08 pm

شكرا على مو ضوعك يا اخ (سعوديه)
ابن الفتح
ابن الفتح
عضو جنوبي مقاوم
عضو جنوبي مقاوم

عدد الرسائل : 304
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 02/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى