منتدى و موقع كفرشوبا المقاومة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القوة

اذهب الى الأسفل

القوة Empty القوة

مُساهمة من طرف محمد القادري نوفمبر 9th 2008, 1:18 pm


القـــوة .. دراسة في كتاب

القوة بمفهوم الغرب
:

يثير هذا الكتاب ضجة عنيفة في أوساط رجال القيادة والإدارة والسياسة في الدول الغربية . ولكننا لا نتفق مع فلسفة "الغاية تبرر الوسيلة" التي ينطلق منها مؤلفا الكتاب , واللذان يقدمان نفسيهما كتلميذين نجيبين لـ "ميكافيللي" .
إلا أن الكتاب يعكس بوضوح أساليب تفكير الجانب الأقوى من العالم , وهو نفس التفكير الذي أفرز قيماً وثقافات اقتصادية وإدارية وتكنولوجية قوية لتقود , وأخرى ضعيفة لتقاد . وهذا الكتاب يحاول تعليمنا كيف نؤثر في الآخرين ونقودهم بالحنكة والدهاء , بل وبالتضليل أحياناً .
وعلى الرغم من أننا لا نتفق مع معظم ما ورد في الكتاب , إلا أن منهجنا العلمي يحتم علينا عدم تجاهل وجهة نظر كهذه , لمجرد أننا نختلف معها . ولهذا .. فإننا نقدم كتاب "قوانين القوة" الذي يطرح أفكاراً مثيرة للجدل , ويركز على الأساليب والوسائل التي تساعدنا على تحقيق الأهداف , بغض النظر عن كون هذه الأهداف صحيحة أم لا , من وجهة نظرنا على الأقل ثم لندرك كيف يفكر القوم في تعاملهم مع الآخرين ومع المسلمين من باب أولى .
القانون الأول : ذر الرماد في العيون :

تعتمد علاقتنا بالآخرين على الإيحاء أكثر مما تعتمد على الصراحة , فلا تحاول أبداً أن تفصح عن نواياك للآخرين , بل عليك أن تذر الرماد في العيون وتشوش الانتباه .
تفسير القانون
:

من السهل أن تفصح عن نواياك ومشاعرك الحقيقية , لكن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من المهارة إذا ما حاولت الإمساك بلسانك وكتمان أسرارك . يظن كثير من الناس أن الصراحة هي الحل الوحيد , لأن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين أي نقطتين . لكن الصراحة قد تكون مخادعة : فلأنك صادق مع نفسك , تنتظر أن يعاملك الآخرون بنفس الدرجة من الصدق . بينما تؤدي صراحتك في الواقع إلى جرح مشاعر الآخرين بحيث تجبرهم على الكذب عليك وتضليلك في النهاية . ولذلك ننصحك بإخفاء نواياك وأهدافك لكي تضمن النصر قبل أن تبدأ الحرب . فليس هناك قائد يكشف خطته قبل خوض معركته .
القوة لعبة إجبارية
:
هناك تناقض غريب في لعبة القوة كلنا نسعى لامتلاكها , وكلنا نرفض الاعتراف بذلك .فلماذا يا ترى ؟

لأن القوة ليست شيئاً مطلقاً بل هي علاقة نسبية بين عدة أطراف , فعندما نصير أقوياء , يصير الآخرون ضعفاء . إلا أن هذا التناقض يمنع أي طرف من الخروج من الملعب . فالقوة لعبة إجبارية مفروضة على الجميع .
ومن الممكن القول بأن أول قوانين القوة هو أن تمارسها في سرية تامة . ويحترم كل البشر هذا القانون مما جعله قانوناً بديهياً . وقديماً قال نابليون : "أخف قبضتك الحديدية في قفاز حرير" .
مطبخ القوة
:

كان المدرب القائد أو المدير – ولا يزال – مصدر القوة لأتباعه , ومن هؤلاء الأتباع تتكون الحاشية . تضم هذه الحاشية المشهورين والنوابغ من العلماء والشعراء والمفكرين الساعين إلى مزيج من القوة . عرفت كل الحضارات مثل هذه الحواشي . ويقوم فريق الحاشية بدور "المطبخ" الذي يتولى تدبير المؤامرات والمكائد للحصول على مزيد من القوة وإضعاف الخصوم . ومن الطبيعي أن تتم مثل هذه المؤامرات في الخفاء . وهناك قوانين ضمنية تحكم العلاقات بين أعضاء فريق الحاشية , فلا يجوز مثلاً الإسراف في مدح أو ذم شخص علانية , لأن هذا يشير إلى التآمر معه أو ضده .
القوة وادعاء البراءة
:
يعتبر مجرد الكلام عن القوة أمراً خطيراً بالنسبة للكثيرين. يعتقد هؤلاء أن بمقدورهم الخروج من لعبة القوة بمجرد إنكارها أو التظاهر بعدم اللعب . وكثيراً ما ألصقت لفظة الميكافيلية بالانتهازية وغيرها من النعوت السلبية . لكن بدأ بعض المفكرين اليوم ينظرون لميكيافيللي كواحد من أهم مفكري التنوير[1][2] والمصارحة . فالسعي وراء القوة لا يعني مناصبة الآخرين العداء أو تهديد السلام . السعي وراء القوة هو سعي وراء الأمان وتحقيق الذات . وهذه حاجات وغرائز إنسانية لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأنها , بحجج المسالمة أو البراءة . فليس هناك سلام حقيقي دون قوة , وليست هناك براءة صافية دون عجز .
من هنا , لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن السعي إلى اكتساب القوة . ومن الحكمة أن يتم ذلك بهدوء ودون جلبة . فطلب القوة مسألة على درجة كبيرة من الحساسية , وتستدعي قدراً عظيماً من التوازن , وإلا سقط طالبها في المحظور كما يتساقط الفراش وهو يحوم حول النار .

احذر التناقض :
كلما تقدم بنا العمر زادت مهمتنا في إخفاء أهدافنا بصعوبة . لن نجد في هذه الحالة مناصاً من أن نلعب دور العائد التائب . ذلك الذي سعى وراء أهداف متعارضة واكتشف زيفها فجأة , ولكن بعد أن حققها جميعاً .
القانون الثاني :دع الآخرين يعتمدون عليك :

لكي تضمن ولاء الآخرين أن تبقى مفيداً لهم . كلما زاد استعبادك للآخرين زادت حريتك . وكلما اعتمدت سعادة الآخرين وقوتهم عليكم أحكمت قبضتك عليهم . فاحذر أن تعلم الآخرين ما يكفيهم للاستغناء عنك .
غباء الثور
:

يحكى أن فلاحاً كان يملك ثورين . وذات يوم غادر القرية فوضع عليهما كافة أحماله . ظل الثور الأخير يتلكأ في المسير , فكان المزارع يزيح عنه بعض الحمل ويضعه على الثور الأول , ثم يمضي في رحلته , ظل الثور الأخير يتلكأ , حتى تخلص من كل أحماله ونقلها إلى الثور الأول .مضى الثور الأخير في سيره متبختراً , حتى شعر صاحبه بالجوع , فقام بذبحه ليأكل من لحمه , ولم يستطع التفريط بالثور الأول الذي كان ينوء بحمل أثقاله .
تفسير القانون
:

يجب أن يكون التخلص منك مكلفاً لمديريك ولكل من هم أعلى أو أقوى منك . التميز في عملك وامتلاكك موهبة فذة هما أفضل طريقة لضمان ذلك . فقد عاش "مايكل أنجلو" في وقت كان يضطر فيه الفنان أن يجد راعياً يموله ويساعده في إدارة أعماله , وكان "أنجلو" على خلاف دائم مع راعيه . فكان يتركه ويرحل , ولكن الراعي كان يسرع في أثره نادماً . فقد كان من السهل على "مايكل أنجلو" أن يجد راعياً آخر , لكن لم يكن بإمكان الراعي أن يجد فناناً آخر مثل "أنجلو".
العمل والعواطف
:
لا تعتقد أن اعتماد المدير أو المدرب عليك سيجعله يحبك[1][3] . فالصحيح أنه سيحب فائدتك ويخشى فقدانك . فأنت بالنسبة له كنبع الماء الذي ندير له ظهورنا بعد ارتواء عطشنا . فكلنا نحب الماء ونحن عطشى , ثم نتجاهله بعد أن نرتوي . لكننا نحرص على الاحتفاظ بكميات من الماء في متناولنا لأننا نعرف أننا سنحتاجها . فلا تسرف في الاتكال على الجانب العاطفي لعلاقتك مع مديرك , فالأجدر بك أن تركز على الجانب العملي منها .
استراتيجيات بناء اعتماد الآخرين عليك
:
هناك استراتيجيتان لجعل الآخرين يعتمدون عليك :
1- استراتيجية التوسع :

هذه هي الاستراتيجية التي اتبعها وهي تقوم على توطيد العلاقات مع كل الأطراف والقيام بمعظم الأعمال حتى تتأصل في نسيج البناء وتمسك بكل الخيوط , فلا يمكن الاستغناء عنك , لأنك تعلم كل شئ وتعمل كل شئ . تصلح هذه الاستراتيجية للأشخاص العاديين ومحدودي الموهبة . بمعنى آخر , تصلح هذه الاستراتيجية للمكافحين الذين يعملون دون كلل أو ملل .
2- استراتيجية التميز :

تأسست الاستراتيجية التي اتبعها "أنجلو" على موهبة أو مهارة فريدة . تصلح هذه الاستراتيجية للموهوبين الذين يحبون العزلة والمتفردين في آرائهم ونظرتهم للحياة , أي أنها استراتيجية للمبتكرين الذين يعتمدون على الخيال والعاطفة .
القانون الثالث :لا تخطف الأضواء من رئيسك :

"دع من هم أهم منك يشعرون بتفوقهم عليك , فلا يتوجسون منك خيفة . فمصاحبة الأذكياء غير مريحة . ولا تتمادى في محاولاتك لنيل إعجابهم لدرجة تثير مخاوفهم . احرص دائماً على أن تبدو متواضعاً بالنسبة لهم , وخاصة أمام الآخرين" .
تفسير القانون
:

يعتبر كل مدير نفسه أهم موظف في الشركة , فهو كالشمس التي لا يجب أن تتألق حولها نجوم أو كواكب أخرى , وهو في ذلك لا يعبأ بأية اعتبارات عملية أو علمية . فعندما يتعلق الأمر بالكرامة والقوة , نادراً , ما ينصت الإنسان لصوت العقل .
عندما تستعرض مهاراتك فإنك تحصد التقدير , ومعهما أيضاً قدر من الحسد والضغينة , ينبع هذا من النقص الذي يعتري النفس البشرية . وبالطبع ليس عليك أن تراعي شعور كل من هم دونك في المهارة والمنصب . أما مع من يعلونك مقاماً , فالأمر مختلف , فهؤلاء يريدون أن يشعروا بأن مناصبهم آمنة . فلا تظن بأن تألقك سيكسبك احترامهم .

كم شمسا في السماء
لا تتلألأ النجوم في السماء إلى بعد أن تغرب الشمس , فالقانون الطبيعي هو أن لا تسطع في السماء سوى شمس واحدة . وما تحدى أحد نور الشمس أو حرارتها إلا احترق . فتعلم كيف تستفيد من نورها دون أن تتلظى بناره .

عليك أن تواصل تلميع صورة رئيسك وتعزيز سلطته , كأن ترتكب بعض الأخطاء غير الضارة التي يجدها فرصة سانحة لتعليمك وانتقادك , بين الحين والآخر , وبالتالي تفرغ ما قد يترسب بداخله من ضغينة تجاهك , بأن تنصت مستسلماً وتطأطئ رأسك اعترافاً بعظمته . فإذا كنت لا تستطيع أن تمنع نفسك من طرح الأفكار الفذة ولا يمكنك أن تتحكم في إعجاب الآخرين بك , فانسب أفكارك وسر جاذبيتك إلى مدربك , لتجعله يشعر بالامتنان وتخفف إحساسه بالتهديد من جانبك
مراعاة القانون
:

كان "جاليليو" معروفاً بجرأته العلمية . لكنه لم يكن غبياً في مجال العلاقات الاجتماعية , فكان لا يتورع عن إعلان تراجعه عن أي مبدأ علمي يهدد مستقبله .ولكي يرضي ضميره العلمي , كان "جاليليو" يتبع الاستراتيجية التالية :
1- يضمن أفكاره الجريئة كتباً لا يتم تداولها إلا في المحيط العلمي البحت , حتى لا تقع في أيدي المعارضين الأقوياء .
2- يقدم اختراعاته للأقوياء المحيطين به , فكان يهدي كل اختراع بمجرد الانتهاء منه لأحد العظماء , الذي يضفي عليه بعض القوة , في المقابل .
ظل "جاليليو" ينهج هذا الأسلوب حتى وصل إلى منصب الرياضي الفيلسوف عام 1610 , رغم أن بعض آرائه أودت بحياة العديد من العلماء قبله .
ولتكون نينجا استفد من كل قوانين الحياة
.
محمد القادري
محمد القادري

عدد الرسائل : 49
تاريخ التسجيل : 08/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى