هآرتس» تثني على الأمير بندر: 17 عاماً من الاتصالات مع

ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أنه يتبين من المحادثات التي أُجريت مع بعض السياسيين وضباط الجيش الكبار ورجال الاستخبارات الاسرائيليين السابقين، أن الامير بندر بن سلطان يُجري اتصالات بإسرائيل، على الاقل، منذ عام 1990.
وأضافت أن الأمير السعودي حرص خلال هذه الفترة على ابعاد هذه الاتصالات عن السفراء الإسرائيليين الذين خدموا الى جانبه في الولايات المتحدة وفضل إجراء اتصالاته مع الدولة العبرية عبر القنوات غير الدبلوماسية، مشيرة إلى ان هناك مؤشرات عديدة تفيد بأن بندر يقف وراء اقتراب السعودية الهادئ من تل أبيب منذ العدوان الأخير على لبنان.
وتروي «هآرتس» ان «الاتصالات تعززت مع الامير السعودي، منذ عام 1990»، عندما كان اسحق شامير يتولى منصب رئاسة الوزراء. وأوضحت انه، رغم التمثيل السعودي المتدني في مؤتمر مدريد لعام 1991، فإن "الاتصالات مع إسرائيل بقيت من دون أن تنضم السعودية الى بعض دول الخليج الأخرى التي مأسست علاقاتها بصورة علنية مع إسرائيل». وأشارت الصحيفة، على سبيل المثال، إلى «لقاء السفير الاسرائيلي في واشنطن، في عهد حكومة رابين، البروفيسور ايتمار رابينوفيتش، بالامير بندر بن سلطان، في ذروة عملية اوسلو والمحادثات مع سوريا، مرات عديدة في مناسبات مختلفة». لكنها اوضحت أن «كليهما لم يعقد أبداً لقاءً دبلوماسياً منظماً، إلا أنهما وجدا الطريقة للتحادث من دون إحراج بعضهما بعضاً»، مشيرة إلى أنه كان للسعوديين في ذلك الوقت «قناة اتصال مباشرة مع السفارة الإسرائيلية، وكان أحد دبلوماسييهم يلتقي بصورة ثابتة مع المتحدثة باسم السفارة، روت يارون، ومستشار الشرق الأوسط روني ليشنو ــــــ ياعر».
وقالت «هآرتس» ان «الأمير السعودي تدخل أيضاً عندما وصلت اتصالات السلام الى ذروتها» في عهد رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك. وعندما «علقت» المحادثات السورية ــــــ الاسرائيلية في قمة شبردستاون «أرسل باراك رئيس الاركان الاسبق للجيش الاسرائيلي وعضو الوفد الاسرائيلي للمفاوضات، الوزير امنون شاحاك، لعقد لقاء مع بندر. لكنه لم يترتب على ذلك اي نتيجة، ليتوجه بعدها في مهمة سرية، مرسلاً من جانب الرئيس الاميركي بيل كلينتون، للقاء بالرئيس السوري حافظ الاسد في محاولة لدفع سوريا الى المشاركة في قمة، الفرصة الأخيرة»، وهو ما أدى إلى اللقاء الفاشل في قمة جنيف.
وأضافت الصحيفة انه في اعقاب فشل قمة كامب ديفيد الثانية واندلاع الانتفاضة، التقى شاحاك مرة اخرى، لكن برفقة وزير الخارجية آنذاك شلومو بن عامي، مع بندر في لوس انجلس.
وفي نيسان 2002، ألقى بندر خطاباً في مؤتمر أوكلاهوما، شارك فيه سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، زلمان شوفال، الذي تصافح مع بندر، وفقاً للصحيفة، لكنهما لم يتكلما بصورة حقيقية.
ووصفت «هآرتس» بندر بأنه كرَّس مسيرته السياسية لخدمة الاستقرار في الشرق الأوسط، والذي يصب في مصلحة السعودية. وأوضحت ان محادثاته مع إسرائيل تركزت حول مجالين: «كبح التهديدات الاستراتيجية من جانب العراق في التسعينيات ومن جانب إيران اليوم، ودفع عملية السلام بين إسرائيل وسوريا والفلسطينيين». ورأت انه يقف وراء «اتفاق مكة» الذي وّقع مطلع شهر شباط الماضي، بين حركتي «فتح» و»حماس» لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنه عمل على تهدئة الصراع الداخلي في لبنان، كما أنه حاول التوسط بين إيران والإدارة الأميركية، وشارك الاسبوع الماضي في لقاء رؤساء أجهزة الاستخبارات العربية مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في الاردن.
وذكرت الصحيفة ايضاً، أن بندر التقى مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت في ايلول الماضي، في الأردن، وأن أولمرت أثنى، منذ ذلك الوقت، ولمرات عديدة، علانية على مبادرة السلام السعودية للعام 2002، والتي اعتبرت الصحيفة بندر من المبادرين إليها.
ولاحظت «هآرتس» ان كتاب «الأمير»، السيرة الذاتية لبندر, تحدث عن كيفية بدء اهتمامه بإسرائيل، والذي بدأ خلال دورة طيران خضع لها في بريطانيا عام 1969، عندما التقى صدفة بطيار إسرائيلي.
ويقول بندر «فجأة شعرت بالكراهية تجاه إنسان، رغم أنني كنت أوده جداً حتى تلك اللحظة. فكرت بذلك مطوّلاً، ما أعطاني الأمل بأنه إذا عرفنا بعضنا بصورة أفضل سنتمكن من كسر الأفكار المسبقة»، مشيراً إلى أن «الضابط الاسرائيلي وافق على المصافحة»، وجهد بندر منذ ذلك، بحسب «هآرتس»، للتعرف إلى إسرائيليين آخرين.
ترجمة جريدة الأخبار - لبنان

مش بعيد عن جزار بئر العبد انو يعمل اكتر من هيك

مواضيعك دائما مميزة


جزاك الله كل خير

مشكور